المغاربة وانحطاط ذوقنا في اللباس دليل على أننا نعاني من أزمة






ليس في الشاطىء فقط. 

في كل مكان. في الشارع. في المدرسة. في العمل. في الأعراس. في كل مكان نرى انحطاطا في ذوق المغاربة. 

مقارنة بالماضي القريب صار المغاربة يلبسون بشكل غريب.
من هندامهم تحدس أننا في أزمة.
من ملابسنا تعرف أن المجتمع المغربي يعاني ودائخ ومريض ومضغوط وبلا وجهة ويخجل من نفسه ويعاني من مشاكل تجاه جسده وشكله.
خاصة في المدن.
ملابس المغاربة في المدن تطرح أكثر من سؤال.
والمغربيات بالخصوص. 

تشعر بأن المغربيات متعرضات لضغط رهيب يجعلهن يلبسن ملابس غريبة وغير منسجمة. 

سروال طويل فوقه تنورة قصيرة. 

عباية خليجية تغطي سروال جينز. 

نساء يتجولن ببيجامة نوم، وينتعلن أحذية عالية الكعب. 

فستان دون أكمام تحته تي شورت قطني بأكمام. 

ثوب شفاف فاجر فوق ثوب غير شفاف.
ديكولتي فوق تي شورت يغطي الذراع والصدر والعنق.
حجاب وسروال رياضي لاصق في مؤخرته كتبت كلمة لوف أو صورة ل"هيلو كيتي"
معطف في عز الصيف. 

وأفهم أن تكون المرأة محافظة ومحتشمة، لكن المحافظة لا تعني أن ترتدي المرأة دولاب ملابس، وتخلط بين الهندام المحتشم و"غير المحتشم"في جسد واحد، وتضع التنورة فوق السروال، والديكولتي فوق تي شورت قطني. 

حتى الصينيون انتبهوا إلى هذا الاختلال في الذوق المغربي، وصاروا يصنعون للمغربيات ملابس هجينة، ثوب قصير يغطي ثوبا طويلا، وعري يغطي لباسا، وجسد حر يغطي جسدا مقموعا، وتحتهما جسد ثالث. 

هناك تفصيلات محتشمة وتغطي كل الجسد، لكنه زمن الانحطاط، وفيه ينعدم الذوق، ويقترف الناس أشياء غريبة في حق أنفسهم وفي حق أجسادهم. 

أما في الشاطىء فالأمر حقا مثير ومرعب ودليل على أن مصيبة حلت بالمغاربة. 

فتاة تسبح بفستان تحته مايوه سباحة، وأخرى بجلابية، وثالثة بملابس نوم شفافة تحتها مايوه أيضا، ورابعة تسبح بالملابس التي أتت بها من البيت، ثم تعود مرتدية نفس الملابس والماء يقطر من ملابسها، وأجسادهن اللواتي يخفينها تظهر تضاريسها أكثر وضوحا مما لو كانت عارية. 

يشترين المايوه، ويلبسنه، ومع ذلك يغطينه ويسبحن.
وأمام هذا الانحطاط لم يعد هناك تمييز بين لباس البحر ولباس العمل ولباس الحفلات والمناسبات ولباس النوم. اختلط كل شيء بكل شيء، وصار المغربي يلبس كيفما اتفق، ويتعرى كي يتغطى ويتغطى كي يتعرى. 

كل هذا يحصل في المدن
كل هذا الانحطاط يقع في المدن الكبرى، التي من خلالها نتعرف على مجتمع ما
بينما في القرى مازال الرجال والنساء أنيقون، ويرتدون هندام الصيف في الصيف، وهندام الطقس البارد في فصل الشتاء.
مازالت أناقة اللباس الشمالي هي هي
مازالت ألوان هندام الأمازيغيات هي هي
مازال الصحراوي والصحراوية يلبسان كما كانا يلبسان في الماضي.
لقد تعودنا نحن في المدن على هذا الذوق المنحط، ونادرا ما ننتبه إلى هذا الذي حصل، وعندما نرى صورا من الماضي نكتشف هذه الجريمة التي أصبح المغاربة يرتكبونها في حق أنفسهم. 

أعرف نساء كن أنيقات وصرن اليوم عديمات الذوق
أعرف نساء مغربيات لو رجعن إلى ألبوم صورهن لاستغربن مما وقع لهن ولخفن من صورهن الجديدة
ليست السياسة فقط هي التي تراجعت في المغرب
ليست الثقافة 

انظروا إلى المجتمع المغربي كيف يلبس اليوم
أنظروا إلى المجتمع المغربي وقد فقد حس الذوق
أنظروا إلى كل هذه البشاعة المنتشرة
حتى الصلاة أفسدناها
وصرنا نصلي بقميص رونالدو وميسي
ونسكر في البارات بالقشابات
لقد أصبح منظرا مضحكا ومقززا
وأي زائر يأتي عندنا
أي غريب
من النظرة الأولى يعرف أننا في أزمة
ملابسنا تدل علينا
وذوقنا يفضحنا.

إرسال تعليق

0 تعليقات