الزاكي.. عالم "تشوافت" الذي يعشق "الحروب الصغيرة"




أنا متفق مع من عاتب على محمد سقراط، بنشخة مذكراته، على عدم اكتفاءه بـ "ذكر المحاسن العلمية" لعالم المستقبليات المغربي المهدي المنجرة، ووضعه في خانة واحدة مع "المشعوذ مكي الصخيرات وغيرهم"، لكن قد "يشفع" لي بعض القراء "تطاولي" على شخصية أخرى مغربية طلعت علينا بـ "نبوءة" تفيد أن أسود الأطلس سيحملون كأس إفريقيا، المقامة في المغرب في سنة 2015. 

إنه بادو الزاكي، الإطار الوطني، الذي "خرج"، أخيرا، بتصريحات إعلامية وضعت الكأس الثانية في خزانة أسود الأطلس، حتى قبل أن يجد التوليفة المناسبة التي ستدافع عن القميص الوطني في هذا العرس الإفريقي. 

فالناخب الوطني، الذي ظهر من كلامه أن هامش الخطأ عنده لا يتجاوز 1 في المائة، على عكس الراحل المهدي المنجرة (هامش الخطأ لا يتجاوز 5 في المائة)، زاد في جرعة التفاؤل، الذي قد تكون له نتائج عكسية أكثر منها إيجابية، سواء على اللاعبين، الذين حملوا وزر الدفاع عن "كبرياء شخص" بالدرجة الأولى قبل كبرياء منتخب، أو الجمهور، الذي ستكون "الصدمة قوية" بالنسبة إليه هذه المرة، لأنه هو من اختار المدرب، وبالتالي فكل ما ينطق به "محسوب على الجمهور"، بالدرجة الأولى، وأي "إخفاق" سيفرض عليه الصمت إلى الأبد وعدم التدخل في شؤون التسيير التي "تبقى من اختصاص ذوي الشأن". 

زيادة جرعة التفاؤل ليس الشيء الوحيد الذي يعاتب على الزاكي في هذه "المهمة المستحيلة.. المضمونة النجاح"، حسب رؤيته، فإصرار الإطار الوطني على "خوض الحروب الصغيرة"، التي تنتقل معه أينما حل وارتحل، والتي كانت آخرها مع عزيز بودربالة، المدير الرياضي المكلف بعلاقات المنتخبات الوطنية، الذي قد يكون هذا الأسبوع حاسما لمعرفة مصيره ضمن الطاقم التقني للأسود. 

إنه الماضي الذي لا يريد الإطار الوطني "التخلص" من تركته الثقيلة، ويصر على العيش به حاضرا مضطربا، في أفق تحقيق "مستقبل يعلم الله وحده ما يخبأه لنا".

وما دام الشيء بالشيء يذكر، فإن الناخب الوطني يجب أن يأخذ الكثير من الدروس من كأس العالم المقامة في البرازيل، التي تخفي العديد من قصص "الخلافات والتوتر" للأطقم التقنية للمنتخبات المشاركة وكيف جرى معالجتها، وشهدت على تقديم منتخبات مغمورة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، لتكون بذلك سببا في خروج منتخبات كبيرة "مطأطأة الرأس" أمام العالم.. وكل هذا دون أن نسمع من مدربيها ولا كلمة واحدة عن المستقبل وما يخبأه لهم، لأنهم يتحكمون في حاضرهم ويتركون المستقبل للخالق.

إرسال تعليق

0 تعليقات