إلقاء القبض على شاب المغربي فريد الصبار هاكرز



هذا هو الشاب المغربي الذكي الذي دوخ او ضلل أمريكا وسويسرا، وهذا هو مصيره

تمكنت السلطات التايلاندية، أمس الثلاثاء، من إلقاء القبض على “هاكرز” الانترنت روسي الجنسية المغربي الأصل، فريد الصبار، المطلوب في سويسرا، وذلك بعد عامين من البحث عنه، لاشتباهه في قرصنة العديد من المواقع والحواسيب من ضمنها موقع البنك المركزي السويسري.

و أشارت صحيفة “بانكوك بوست”، التي أوردت الخبر على موقعها، أن الصبار، البالغ 27 عاما، ألقي عليه القبض في مجمع سكني في العاصمة بانكوك بمساعدة الشرطة السويسرية، حيث نقل المصدر ذاته عن الكولونيل “سونجساك راكساكاكول”، رئيس وحدة الجريمة الدولية، قوله :” سترسله الى سويسرا في غضون 90 يوما”.

يشار إلى أن الشرطة السويسرية، قد أخبرت في وقت سابق السلطات التايلاندية بأنها تطارد الصبار، الذي يقال إنه كان يتردد على التايلاند خلال العامين الماضيين، حيث يواجه الصبار، أمر اعتقال في سويسرا، بتهمة القرصنة التي استهدفت نظم إلكترونية مصرفية.
و في عام 2006 ، اعتقل الصبار في المغرب بعدما اتهم بالمساعدة في اختراع فيروس “زوتوب” الذي ألحق أضرارا بعدة مؤسسات إخبارية أمريكية، بينها شبكة “سي.إن.إن” وصحيفة “نيويورك تايمز” ومؤسسات أخرى مثل شركة “خدمة الطرود المتحدة” لتسليم الطرود وشركة “كاتربيلر” للمعدات الثقيلة و”بوينج” لصناعة الطائرات.



قصته 
===
قبل ست سنوات، دون الشاب فريد الصبار اسمه في لائحة العباقرة في مجال المعلوميات، بعدما شل أنظمة مراقبة، ومصالح حيوية، بالعمق الأمريكي. كانت الولايات المتحدة تتوقع على الدوام هجمات مماثلة من أعدائها الكثر، لكن المفاجأة التي كشفتها التحقيقات التي باشرتها مصالح الاستخبارات الأمريكية، أخرجت شابا مغربيا من عتمة غرفته البسيطة بأحد أحياء الرباط الشعبية، إلى العالمية. أبدت السلطات المغربية تعاونا لافتا، قاد إلى اعتقال شاب في الثامنة عشرة من عمره، يقيم بأحد أحياء الرباط الشعبية، وحول غرفته المتواضعة إلى قاعدة عمليات لاستهداف عدد من المصالح الهامة بالولايات المتحدة التي تعتبر من أشد البلدان تحصينا في هذا اليوم.

و اعتبر في نظر طيف كثير من المغاربة، بطلا قوميا، لكن النسيان طواه سريعا، بعد أن حكم عليه بالسجن لمدة سنتين، قضى منها سنة وأربعة أشهر بين أسوار سجن الزاكي بسلا، بقي خلالها تحت مراقبة أعين الأجهزة الأمنية الوطنية والدولية، بعدما حجز هذا العبقري الصغير مكانا له ضمن قائمة الأسماء التي كانت تؤرق أجهزة المخابرات الأمريكية في المجال الإلكتروني ، أعتبر هذا الشخص بطل حتى بالنسبة لأصدقائه الهكرز الذي فضل أنه يسجن على أن يكشف أي معلومات تخص أصدقائه .

حياته :
===

فريد الصبار، البطل القومي في نظر المغاربة، والذي قام بكبسة زر من حاسوبه المتواضع الذي اقتناه من " درب غلف " بغرفته بما عجزت عنه الكثير من الجيوش والأنظمة، نموذج لعينة خاصة من الشباب تعيش عصر التكنولوجيا بهوس يتجاوز كل الحدود لتعلن عن نفسها، من خلال سلاح المعرفة المعلوماتية. مع أنه أحداث اعتقال هذا قديمة نوعا ما الا أنني أحببت شخصيته وقصته الرائعة .

فريد أحب التكنولوجيات الحديثة منذ كان صغيرا. حينما ازداد في العاصمة الروسية موسكو سنة 1987 من أبيه المغربي محمد الصبار وأمه الروسية "ستيبانوفا"، استطاع والده كما يقول، بفضل معرفته بالسفير المغربي لدى الاتحاد السوفياتي قبل الانهيار أن يسجله، بعد عودته من روسيا، في أحد المدارس الخاصة بحي السويسي بالرباط (مؤسسة عالم الصبيان) وكان عمره آنذاك ست سنوات، حيث كان يؤدي لتدريسه مبالغ مالية مهمة. فريد تفوق وحصل على أعلى النقط، وتميز في دراسته، وكانت أول مرة يتعرف فيها على الحاسوب داخل شركة والده للتصدير والاستيراد التي افتتحها بعد عودته إلى المغرب بـ"اعتبار الجو السياسي صار أكثر انفتاحا" يقول الصبار بنوع من التحفظ. كان الابن يحب العبث بالحاسوب كثيرا، ويتسبب في كثير من الأحيان في تعطيله، "لكن -يضحك محمد الصبار بنوع من الأسى- كنت أصلحه دائما رغم ذلك". ويضيف: "منذ ذلك الحين صار مولعا بكل ما يتعلق بالحاسوب والتكنولوجيا وصار يتقن الكثير من الأمور المتعلقة بالأنترنيت.. ليس بإمكاني أن أمنع عنه ما يحبه... لقد ندمت على عودتي إلى المغرب. صار ابني متهما بأبشع التهم! كيف يعقل أن طفلا يساهم في تكوين عصابة إجرامية أو إرهابية ويسرق بطائق ائتمان ويدمر برامج، كما يكتب عنه في الصحف؟! إن ابني هادئ وغير عنيف، ولا بهذه الطريقة، وهو غير محتاج للنقود كي يسرق!.. لقد قالوا عنه أشياء كثيرة لم تقلها حتى الصحف الأمريكية نفسها، ولا FBI نفسه، الذي لم يسلم محاضر التحقيق بعد

صفات فريد الصبار :
==========
خجول، منغلق، متمرد صفات التصقت بهذا العبقري الذي تحول إلى نجم فوق العادة بين نزلاء سجن الزاكي، وقد اكتسب بنبوغه من أصول والدته الروسية التي اقترنت بوالد فريد الموظف بوزارة الخارجية. جال.

تفوقه حتى في السجن:
==============
واصل فريد إثبات ذاته بتفوقه في نيل شهادة البكالوريا شعبة الآداب متقدما على جميع أقرانه نزلاء السجن، بعد أن تعذر عليه اجتياز بكالوريا علمية، بسبب عدم اعتماد هذه الشعبة لنزلاء السجون لإكراهات تقنية محضة، ليحجز له مكانا في حفل التميز الذي نظمته أكاديمية التربية والتكوين بجهة الرباط، بعد أن نجحت آسية الوديع في تحريره من قيود السجن لبعض الوقت، على أمل أن يكون قدوة لنزلاء مؤسسات إعادة التربية.

إبتكاره:
===
إبتكر رشيد فيروس "زوتوب" بتعاون مع صديق له في تركيا و يعتبر من أخطر الفيروسات التي شهدها العالم من خراب تسبب به في أنظمة الويندوز 2000.

بطل أم مجرم؟
======
بعد الاعتقال وكتابة المحضر، استدعت مديرية الشرطة القضائية التابعة لولاية الأمن بالرباط، حسب تصريح أحد مسؤوليها، مجموعة من الصحافيين "لتوافيهم بالمعلومات الخاصة بهذه القضية المهمة"، كما يصفها المسؤول نفسه. الخبر انتشر كالنار في الهشيم. أغلب الجرائد التي كتبت عن فريد "الهاكر" تكتب ما سربته لها الشرطة، وبعناوين كبيرة: "الروسي المغربي الذي هاجم أنظمة معلوماتية وقنوات بأمريكا"، "هاكر مغربي يهاجم نظام ويندوز بفيروس". "شاب مغربي متهم بتكوين عصابة إجرامية على الأنترنيت"... التحقيق لم ينته بعد، وإحدى الجرائد تفوز بالسبق وتحكم على فريد الصبار بخمس سنوات سجنا!!... أغلب المعلومات عن الهاكز باعتبارهم قراصنه كانت خاطئة، والأخبار كما يقول والد فريد، كان فيها الكثير من اللبس والمزايدات. لقد تم إيهامه في قسم الشرطة على أنه بطل، لكن الجرائد تظهر أنه مجرم

عمليات الهاكر فريد:
===========
لقد كان فريد، حسب محضر الشرطة، مشاركا في سرقة نقود من الوكالة البنكية "ويستيرن يونيون" وبلغ المبلغ الأول 8 آلاف درهم والمبلغ الثاني 5 آلاف درهم، وهما العمليتان الوحيدتان اللتان قام بهما في المغرب حسب المحضر ذاته، إضافة إلى عملية أخرى قام بها العام الماضي لما كان في موسكو، حيث سحب بواسطة جهاز يفك أرقام بطاقات الائتمان السرية 500 روبل روسي، أي ما يعادل 190 درهما، وهو مبلغ حصل عليه فريد بعد عودته للمرة الثانية إلى روسيا لدراسة اللغات الحية هناك، حيث صارت تقنياته ومهاراته تتطور بسرعة. كون علاقات مع مجموعة من الهاكرز المعروفين على أحد مواقع الشات ويدعىسMirckس. بقيت علاقات فريد، حسب المحضر مرتبطة بهؤلاء الأشخاص لما رجع للمغرب، واستمر في القيام بعمليات من نوع شراء مواد استهلاكية عبر الشبكة -في إطار ما يسميه المحضر على لسان فريد- بالتحدي الشخصي لإثبات المهارات التقنية في الاختراق أمام الهاكرز الآخرين

المصدر: مدونة سوس للتقنية

إرسال تعليق

0 تعليقات