مورينيو يتأهب للثأر من برشلونة





يدخل لاعبو ريال مدريد مباراة "الكلاسيكو" أمام برشلونة بوضعية المتفوق على خصمهم، وتبدو الفرصة سانحة أمام المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو للثأر من الكاتالونيين قبيل لقاء الكلاسيكو الشهير.
وشتان بين موقفي كل فريق قبل الكلاسيكو في الموسم الماضي وهذا الموسم.
فالمواجهة الأولى لمورينيو أمام "البرشا" ذهاب الموسم الماضي، لم تكن بوضعية ممتازة للريال، رغم تصدره بفارق نقطة واحدة لكن هذه الصدارة كانت "مؤقتة" برأي معظم متابعي الليغا حتى اصطدم الملكي بخصمه اللدود في الكلاسيكو.
وفعلاً نجحت التوقعات فلم يتخلَّ النادي الملكي عن الصدارة فحسب - بعد هذه الموقعة- بل تجرع هزيمة ثقيلة جداً من مستضيفه، قوامها خمسة أهداف نظيفة، استمرت تشكل كابوساً مرعباً لمشجعي ريال ولاعبيه لوقت طويل.
والفارق أكبر عن لقاء الإياب الذي انتهى بالتعادل 1- 1، فقبل تلك الأمسية كان برشلونة يبتعد عن النادي الملكي بفارق 8 نقاط، وكان الدوري "شبه محسوم" لحامل اللقب، فجاءت المباراة بمثابة تحضير للقائي ذهاب وإياب نصف نهائي دوري الأبطال، اللَذين تخطى بمجموعهما البرشا خصمه وتأهل للنهائي.
وفي لقائي كأس السوبر الإسبانية تعادل الفريقان ذهاباً وفاز برشلونة إياباً بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
حصيلة مورينيو مع ريال بمواجهة برشلونة، ثلاث خسارات، ثلاثة تعادلات، وفوز واحد للملكي.
كل هذه الفوارق بين وضعي ريال هذا الموسم والموسم الماضي يقابلها تصريحات مُخَفِفة من النادي الكاتالوني، وتتكرر فيها كلمة واحدة على لسان الجميع وهي "مبكر" فالدوري لم ينتصف بعد.
لكن الأرقام والأداء يشيران إلى أن الملكي واثق الخطى نحو المنصات هذا الموسم.
فقد استطاع فريق مورينيو تسجيل 49 هدفاً في 14مباراة فيما لم يتلق مرماه سوى 10 أهداف، ما يعني أنه يمتلك فارق (+39) بمعدل تسجيل وصل إلى 3.5 هدف في المباراة الواحدة، وهو أفضل سجل في تاريخ ريال مدريد وثاني أفضل سجل في تاريخ الليغا بعد الذي حققه فريق أتلتيك بلباو في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي.
وتمكن ريال مدريد من التطوير في الشقين معاً (دفاعاً وهجوماً)، ففي الموسم الماضي، وبعد مرور نفس عدد المباريات، لم يتمكن ريال مدريد من تسجيل إلا 35 هدفاً فيما تلقى11 (+22).
وريال للمرة الأولى منذ الأسبوع الأخير لموسم 2007، 2008 وَجَدَ نفسهُ متقدماً على غريمه برشلونة بفارق ست نقاط في الأسبوع 14، ( قبل تقديم مباراة رايو فاليكانو).
ولعل تلقي برشلونة لهزيمته الأولى هذا الموسم من أقدام لاعبي خيتافي وظهور هجومه بشكل عقيم، يضاف عليها نزيف التعادلات، جعلت المشجعين والنقاد على حد سواء يميلون بكفة الترشيح لصالح الفريق الملكي، على الأقل للوقوف كتفاً إلى كتف أمام عملاق السنوات الأخيرة في أوروبا وإسبانيا، إذ سقط عامل الخوف من تلقي هزيمة أخرى أمام برشلونة في الموقعة المرتقبة التي سيدخلون إليها الآن بأفضلية معنوية أكثر من أي وقتٍ مضى، تحت وهج حالة السطوع التي تمر على نجوم "الميرنغي". فالفريق سجل 17 هدفاً في آخر أربع مباريات في الليغا، وأقل منهم بهدفين في آخر أربع مباريات في دوري أبطال أوروبا.

الكل يُسجل
هذه الغزارة التهديفية لم تعد حكراً على النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وحده، بل هي حالة تنافسية كبيرة بين الأرجنتيني غونزالو هيغواين والفرنسي كريم بنزيمه انعكست بالإيجاب حتماً على وضع ريال، يضاف إليها قدرات الأرجنتيني الآخر آنخل دي ماريا بالمرواغة التي تنتيه غالباً إما في الشباك أو في التمرير الحاسم المؤدي للشباك.
والحال مشابه إلى حدٍ ما في الخط الخلفي من حيثُ التألق، فهذا الخط الذي كان مصدر قلقٍ لعشاق النادي الملكي طوال السنوات الثلاث الماضية، خصوصاً أمام محاربين من عجينة ميسي وتشافي وإنييستا وفيا، يبدو اليوم في أفضل حالاته ومحصن بشكل كبير لمباراة الكلاسيكو.
وقلص برشلونة الفارق إلى ثلاث نقاط "ظاهرياً" فقط من خلال فوزه الساحق 4-0على رايو فاليكانو في مباراة مقدمة بينهما من المرحلة السابعة عشرة للمسابقة، بسبب انشغال برشلونة في منتصف الشهر الحالي بالمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية باليابان. ثم فاز حامل اللقب في مباراة بدت صعبة على الورق مع ليفانتي لكنه أنهاها بأقل جهد ممكن وبخماسية نظيفة.
وعلى مدار المواسم الثلاثة الماضية لم يتجاوز الفارق الذي يتقدم به ريال على الفريق الكاتالوني نقطتين، في أي وقت خاض فيه الفريقان نفس العدد من المباريات بالدوري الإسباني.
كل هذه المعطيات تُمهد لكلاسيكو تاريخي من حيث تقارب المستوى، فحين كانت الصحف تغرق بالتحليلات والتوقعات عن الكيفية الدفاعية التي سيحصن بها مورينيو فريقه من هجوم البرشا في المباريات السابقة بينهما، يتجه المدرب البرتغالي هذا الموسم لإشعال الضوء العالي أمام خصمه ما يعني أنه سيفكر بالهجوم (وهو مطالب به أكثر من الحذر) أولاً قياساً لوضع الفريق الممتاز وقدراته الفذة.
ريال مع مورينيو لم يفز على برشلونة سوى مرة واحدة كانت في نهائي كأس الملك، جاءت بهدف وحيد من رأس رونالدو، لكنها بالتأكيد لم تكن كافية لإشباع جماهير الملكي ولا اللاعبين أنفسهم، فهم يمنون النفس اليوم بإلحاق هزيمة ثانية بيد المدرب "غير المحبوب" في كاتالونيا، وبالتالي إصابة أكثر من هدف، أهمها تحقيق نشوة الفوز على الغريم التاريخي والابتعاد في الصدارة.

إرسال تعليق

0 تعليقات