ظلمت الصحافة كوثر بنحمو وظلمها حزب الأصالة والمعاصرة



مر الخبر من أمامنا ولم ندقق فيه.
نحن الصحفيين، لم نهتم، واعتبرناه شأنا داخليا.
ولم نكلف أنفسنا عناء التحقق.
ولم يسأل أحد منا ما هو مصير كوثر بنحمو 
ماهو وضعها الحالي.
لا يوجد من هم أنكر للجميل أكثر من الصحفيين في هذا البلد.
أتذكر كيف تسابقنا على صورها وهي فوق الجرار، وكيف كنا فرحين، ونحن نضعها في الصفحات الأولى، وفي تلك التي فيها ألوان، كي تظهر بشكل جيد وواضح، وبالقرب منها إشهار مؤدى عنه.
أما الآن فلا أحد منا يسأل عنها.
لا أحد يسأل هل طردوها في الأصالة والمعاصرة.
هل جمدوا عضويتها إلى حين، وستعود إلينا، كما كانت، سالمة غانمة.
هل عاقبوها
هل كل ما يروج كذب في كذب.

نحن أوغاد ولم نسأل
بعنا بصورها وحاورناها وجرينا خلفها في كل مكان
وذهبنا إلى بوقنادل
والآن نصمت ولا أحد منا يأخذ وجهة نظرها
أهكذا أيها الصحفيون 
أهكذا تكافؤون من أحسن إليكم
أهذا جزاء من جعل السياسة المغربية سيكسي، بعد أن كانت بشعة وخشنة.
كارثة فعلا هذه اللامبالاة التي وصلت إليها الصحافة في المغرب
نتبع كريم التازي لمجرد أنه ثري 
ونتبع بنكيران
بينما نهمل كوثر بنحمو 
مر الخبر سريعا، ونسيناها.
لو طرد البام إلياس العمري لما نطقتُ بكلمة
لو طردوا بنشماس 
ولو طردوا الباكوري وبيد الله دفعة واحدة 
والعزوزي الذي قرأت أنهم طردوه لم يحرك في ساكنا 
كل هذه الأسماء يمكن أن يضحي بها الحزب ولن يحدث له شيء 

ورغم أهميتها فالأصالة والمعاصرة ليس أسماء بل مؤسسة قائمة الذات 
وهاهو أسامة الخليفي في السجن 
ومازال شباب الأصالة والمعاصرة يشتغل، ويلتحق به الشباب أفواجا
لكني أشعر من الناحية الصحفية أني مقصر 
وألوم زملائي 
فلا أصالة ولا معاصرة في نظري بدون كوثر بنحمو
التضحية بها خسارة ما بعدها خسارة للحزب ومشروعه
أقول هذا من منطلق غيرة 
وأرى نزيفا في البام 
في كل مرة نضحي بطاقة وكفاءة لم نحصل عليها بتلك السهولة التي يتخيل البعض
كانت كوثر جوهرة البام 
وعلامته الفارقة 
وأفضل صورة تم التقاطها برفقة التراكتور
منذ أن قال الهمة جملته الشهيرة بالفور يالشيفور لم أر مناضلا في البام طبق تلك الجملة حرفيا وانطلق كما فعلت كوثر بنحمو.
اعذروني 
فشيء ما ليس على ما يرام في حزب الأصالة والمعاصرة 
أجمل ما في الحزب نتخلى عنه بسهولة 
وأنا بالمناسبة أتحسر على سمير عبد المولى 
فقدناه بدون سبب 
وفقدنا معه أناقته 
وربطة عنقه الحمراء 
وسيارته المجنحة 
وفقدنا ماله الوفير 
وحتى حركة 20 فبراير ضاعت بابتعاده 
ولم يعد أحد يأكل 
ولم يعد أحد يشرب 

وفي الأخير أخذته العدالة والتنمية
ولا يعرف أحد ماذا حل به الآن

ثم ها نحن نفرط في كوثر
نضحي بالرموز وبالأنيقين والذين يضعون الجيل في شعرهم والمهندمين
ونحتفظ باليساريين الذين نخرت السجائر أسنانهم وأجسادهم
ثم ما نفع مناضل يعاني من أعطاب صحية
ما نفعه وما الحاجة إليه في السعي نحو مجتمع حداثي ديمقراطي 
اطردوا كل فروع الدار البيضاء
جمدوا عضوية من شئتم 
إلا كوثر بنحمو
وإذا أصريتم 
فعلى الأقل قولوا لنا ماذا فعلت 
وأنا لا أتخيلها تقوم بشيء سيء 
لا هي ولا سمير عبد المولى 
كانوا جميلين 
ويأتي الناس ليلتقطوه معهم الصور 
أما إذا لم تتراجع قيادة البام 
أما إذا لم تتشكل لجنة تحقيق محايدة 
فأقسم بالله العظيم 
أني لن أصوت على الأصالة والمعاصرة 
وسأحرض عليها 
وأشكل جبهة ضدها 
فكل ما لا يؤنث لا يعول عليه 

وكما ظهرت كوثر أول مرة في الصحافة واحتفينا بها 
واستغللنا صورها أبشع استغلال 
فمن المروءة والشهامة أن نقف إلى صفها وهي تتعرض للظلم 
دون أن ينبس أحد بكلمة
ودون أن نسأل 
وندقق
ودون أن يراجع حزب الأصالة والمعاصرة نفسه
ويوقف هذا النزيف 
وهذه الخسارة والتفريط في المناضلين 
الواحد تلو الآخر 
فمع من نلتقط الصور في الأصالة والمعاصرة
مع من 
بعد أن ذهب سمير عبد المولى 
وبعد أن أصبح مستقبل كوثر بنحمو في الحزب غامضا
قل لنا يا إلياس
قل لنا 
مع من
هل مع عبد اللطيف وهبي 
أم مع ميلودة حازب 
أم مع سامر أبو القاسم
قل يا الباكوري 
مع من 
مع من. 
من.
من.

إرسال تعليق

0 تعليقات